فيولينا والنافذة

التضحية تحمل في طياتها معاني متعددة، فهي قادرة على أن تمنح الأمل كما يمكنها أن تسلبه. فيولينا نشأت في كنف عائلة ظن كل فرد فيها أنه يضحي من أجل الآخر، لكنها لم تعرف سوى هذا النوع من الحب، فتمسكت به دون أن تدرك أبعاده الحقيقية 

رحلتها لم تكن سهلة، فقدت والدها جسدًا ووالدتها روحًا. كانت الأم قد اختارت نفسها وضحت بكل المفاهيم التي حاولت أن تزرعها فيولينا، لكنها وحدها من تمسكت بها. لم تكن الحياة رحيمة بها، ومع ذلك لم تتخل عن الأمل، بحثت عنه في كل زاوية، لعلها تجد فيه ملاذًا من المصير الذي رسمته لها والدتها والذي جلب لها الكثير من الألم 

باريس لم تكن مجرد مدينة في حياتها، بل كانت ساحة لاختبار قوتها وصبرها. واجهت الكثير، تعرضت للمحن، لكنها لم تستسلم. أدركت أن لكل تجربة ثمنًا ولكل درس أثرًا، ومع كل عثرة كانت تزداد صلابة، لم تكن رحلتها مفروشة بالورود، بل كانت مليئة بالتحديات التي رفض البعض أن تخوضها، لكنها أصرت على المضي قدمًا، رافضةً الاستسلام لما فُرض عليها  

في نهاية الطريق، لم تكمل وحدها، بل كانت محاطة بأشخاص منحوا لحياتها معنى، كانوا الدافع والوقود الذي جعلها تستمر، أكملت لأنهم كانوا جزءًا من رحلتها، لأنهم أعطوها الأمل حين كادت أن تفقده، ولأنها وجدت فيهم الدليل الذي قادها إلى حيث كانت ترغب أن تكون