المكتبة الأهلية
خريف إشبيلية الطوائف
خريف إشبيلية الطوائف
الطغاة والغزاة وجهان لعملة واحدة، كلٌّ منهما يستدعي الآخر ويكون سببًا في وجوده. ومن أراد أن يحمي نفسه وبلاده من العدو الغازي، فلن يجد حصنًا أمتن بعد الله من شعبه وأهله، فهم نقطة البداية والنهاية. فالحروب تزول، والممالك تزول، ولكن سلطان القلوب هو الباقي، لا يقدر أحد على صنعه ولا على زواله. إنه مقام لا تبلغه الجيوش، ولا تنتهكه الأسلحة. فليشهد الناس ما شاؤوا، فأين تذهب القلوب الخاوية الموحشة، أمام القلب العامر بالحب والوفاء؟
هل هذا هو أمانكم؟ هل هذا هو أمان المرابطين الصادقين، الأطهار، الذين ورثوا دعوة الأنبياء ومنهج السلف الصالح؟ أم أن سنن الأمم السابقة تتكرر فيكم كما تكررت في غيركم؟ بدايتها دعوة، ونهايتها مُلك وسلطان وغنائم. هكذا هي طباع البشر؛ ينسون البدايات والأسباب، ويتذكرون فقط النتائج والنهايات. كم من عزيزٍ ذُلّ، وما ذلّ إلا حين أساء، وكان ذلُّه ثمرة عمله وعمل من تبعه، فأوردوا الأمة موارد الذل والهوان
عدد الصفحات |
عام النشر |
اسم دار النشر |
اسم الكاتب |
670 |
2025 |
المكتبة الأهلية |
وليد سيف |
Couldn't load pickup availability
Share
