المركز الثقافي العربي
جلال الدين الرومي صائغ النفوس
جلال الدين الرومي صائغ النفوس
بقلم احسان الملائكة
سنة النشر 2015
عدد الصفحات 240
الدراسة التي أنجَزَتْها إحسان الملائكة عن جلال الدين الرومي تُجسِّدُ نَمَطاً من أنماطِ تلقّي الخطاب الصوفي. نمطٌ مَشروطٌ بزمَنه المعرفيّ وبمُوَجّهاته، كاشِفٌ عن مُنطلَقٍ ضِمْن تعدُّد المُنطلَقات التي تحكّمت في دراسةِ هذا الخطاب وفي إضمار تصوّراتٍ عنه.
يَرْجعُ الفَضْلُ في نَشْر هذه الدراسة إلى الأستاذ مُلهم الملائكة؛ ابن إحسان الملائكة (إعلاميّ بإذاعة دوتشي فيلي بمدينة بون الألمانية). إحسان هي أخت الشاعرة العراقية نازك الملائكة. وقد كان لها، إلى جانب الشاعرة، إسْهامٌ بيِّنٌ في الحياة الثقافيّة بالعراق، وأبانت أبحاثُها عن معرفةٍ أدبيّة وتاريخيّة واسعة، غير أنّ دور نازك الرياديّ في الشِّعر العربيّ المُعاصر في النِّصف الثاني من أربعينيّات القرن الماضي وصدى كتابها النقديّ عن هذا الشِّعر جعلَ اسْمَها أكثر تداوُلاً من اسْمِ إحسان.
في هذا الكتاب النفيس، تثبت إحسان الملائكة أن التصوف الإسلامي ظاهرة اجتماعية ظهرت كردة فعل على حوادث عظام ونقاط مفصلية في التاريخ، وتشير الى فلسفات قديمة كالكلبية والرواقية، وحديثة كالرومانتيكية، تشابهت في ظروف نشأتها وفي نتاجها الفلسفي وأهدافها العامة مع التصوف مما يؤكد النتائج الرئيسية التي انتهت إليها في هذا الكتاب. وألمحت الى أن التصوف، كأي حركة اجتماعية، يبدأ نشطاً ومفعماً بأفكارٍ جديدة وسرعان ما ينحدر نظراً لغلو بعض معتنقيه وتأثرهم بأفكار دخيلة نتيجة الاحتكاك بشعوب ذات خلفيات مختلفة، وبعد ان يرتدي زي التصوف “كثير من طلاب المال والنفوذ وأصحاب المطامع الضيقة وأهل الشذوذ الخلقي واللصوص والشحاذين والمجاذيب وحثالات المجتمع” كما تفيد الكاتبة