السكك الحديدية السرية

كورا عبدة شابة تعمل في مزرعة قطن في الجنوب الأمريكي خلال حقبة ما قبل الحرب الأهلية. حياة العبيد هناك قاسية إلى حد الجحيم، لكن حياة كورا أشد قسوة؛ فهي منبوذة ليس فقط من أسيادها البيض، بل حتى من رفاقها السود. والسبب أن والدتها تجرأت وهربت من المزرعة ولم يتمكن صيادو العبيد من استعادتها، وهو حلم كل عبد لم يجرؤ على تحقيقه. أما جدتها فجُلبت أصلًا مقيدة في بطن سفينة عبيد عبرت المحيط من أفريقيا.

يصل إلى المزرعة عبد جديد يُدعى سيزر، كان قد اصطيد في فرجينيا. يعجب بكورا ويكشف لها سرًا خطيرًا: شبكة السكك الحديدية السرية، ممرات تحت الأرض لا يعرف البيض موقعها ولا كيفية الوصول إليها، تنقل العبيد الهاربين نحو الشمال حيث توجد الحرية. سيزر يعرف رجلًا يمكنه أن يدلهما على أحد المداخل، فتقرر كورا خوض مغامرة الهروب التي ستغير حياتها إلى الأبد.

يطرح كولسون وايتهيد في هذه الرواية العميقة موضوع العبودية والظلم الذي عاشه السود، ويفضح الوهم الأمريكي بالمساواة منذ إعلان الاستقلال. بأسلوب سردي متشظٍ مليء باللقطات المتقطعة والمشاهد القاسية، يجر القارئ إلى مواجهة حقيقة الحياة القاسية: طرق الهروب قد تنتهي بالشمس والحرية، أو بالمشنقة والموت.