أحلام سعيدة

تخيل عالما يصبح فيه النوم عملية محكومة بإشارة تصدر من مذياع عام، حيث لا مجال للأرق أو القلق، فقط استسلام تام للراحة بمجرد وصول الأمر إلى ذلك الجهاز المزروع تحت الجلد. في كل ليلة، يودع بطل القصة يومه دون تفاصيل كثيرة، يلتزم بعاداته الصغيرة، يوجه كلماته الأخيرة إلى جسد راقد بجواره، ثم يأتي الصوت المألوف من المذياع ليعلن وقت النوم للجميع. لحظة واحدة تفصل بين اليقظة والغوص في أحلام سعيدة، وكأن العقل مبرمج على الطاعة المطلقة لهذه المنظومة. في هذا العالم، لم يعد النوم مجرد حاجة بيولوجية، بل صار تجربة يتحكم فيها نظام صارم، يمنح الجميع الراحة نفسها، الأحلام ذاتها، دون اختلاف أو تمييز. لكن هل يمكن للإنسان أن يرضى بمثل هذه الطمأنينة المعلبة، أم أن شيئا ما في داخله سيبحث عن حلم مختلف، عن يقظة حقيقية؟