سدرة
هل عالمنا يهم؟
هل عالمنا يهم؟
في هذا الكتاب، أؤدي دور الفيلسوف كما يُفترض بي، محاولًا أن أرتدي عباءة المفكر الذي ما زال يحتفظ بنقاء الفطرة. أنظر إلى العالم بعين الدهشة، متأملًا في أمور يعتبرها الكثير من الحساسين بديهيات مسلّم بها، بينما أراها أنا يكتنفها غموض لا يُصدّق. أعجز عن التخلي عن هذا الإحساس العميق بأن تفاصيل الحياة اليومية، التي تبدو مألوفة، هي في حقيقتها ظواهر مدهشة تفوق الخيال. لقد عبّر سقراط عن هذا الإحساس حين قال: "الدهشة هي بداية الفلسفة"، وأنا بدوري أعيش في حالة مستمرة من الذهول أمام حقيقة وجودي على كرة صخرية تتأرجح في الفضاء، وتدور حول كرة نارية!
كيف لي ألا أندهش من وجود هذه المتاهة الكبرى بداخلي؟ كيف لا أتعجب من كوني كائنًا حيًا ضمن نظام غريب يضم كائنات تستمد بقاءها من التهام بعضها البعض؟ هذا النظام المؤلم يُربك ضميري، فأنا لا أرغب بأن يأكلني أحد، ولكن إن التهمتني الجراثيم والديدان بعد موتي، ما لم يسبقهم متعهد الدفن، فهل يكون ذلك عدلًا مقابل ما أكلته طوال حياتي من لحوم الأبقار والخراف والدواجن والأسماك؟
أتساءل في دهشة: هل هذا النظام البيولوجي القائم على الافتراس والقتل المتبادل هو نظام عبثي يقودنا إلى نهاية مغلقة؟ أم أن هناك حكمة خفية وراء هذا الترتيب الغريب الذي يحيط بنا؟
عدد الصفحات |
عام النشر |
اسم دار النشر |
اسم الكاتب |
158 |
2024 |
سدرة |
ألآن واتس |
Couldn't load pickup availability
Share
