الدار العربية للعلوم
من البادية إلى عالم النفط
من البادية إلى عالم النفط
Regular price
Dhs. 90.00 AED
Regular price
Sale price
Dhs. 90.00 AED
Unit price
/
لكل
بقلم علي ابن ابراهيم النعيمي
سنة النشر 2016
عدد الصفحات 293
النموذج الريادي الذي يمثله علي بن إبراهيم النعيمي في عالمنا العربي والإسلامي اليوم، لا يمكن أن ينفصل عن سياقه الحضاري أي الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، سواء أكان ذلك على مستوى الفرد والمجتمع، أم على مستوى التقاطع مع الزمان والمكان والحدث؛ عندئذٍ تصبح السيرة الذاتية نوعاً من التاريخ الشديد الارتباط بعالم الإنسان والوطن معاً، فالسيرة الذاتية لرجل ولد في ثلاثينيات القرن المنصرم، تقول أنه عاش في فقر مدقع مع عشيرته من البدو الرحَل، في الوقت الذي كانت فيه شركات النفط الأميركية تكتشف كميات هائلة من النفط تحت الصحارى العربية الحارقة. بدءاً من أول وظيفة له كراعٍ للغنم في سنَ الرابعة، إلى أن عُيَن في أحد المناصب السياسية والاقتصادية الأكثر نفوذاً في العالم، يروي النعيمي القصة الرائعة لوصوله إلى القمة. فمن قلب الصحراء، سنقع على رحلة مدهشة تثبت أنَ بإمكان أيّ شخص أن يحقق النجاح، حتى ولو كان راعياً بدوياً فقيراً. في كتابه «مِنَ الباديةِ إلى عَالَم النّفْط» يروي وزير النفط السعودي الأسبق القصة الحقيقية والحصرية عن السلطة والسياسة والنفط. في المقدمة التي يفتتح بها المؤلف كتابه يجيب عن سّر نجاحه بالقول: "... أُسأَلُ عن سّر نجاحي فأجيب بتوفيق الله ثم بالاجتهاد، وبعض الحظ، وكسب ثقة رؤسائي في العمل. فحين ينال رئيسك ترقية نتيجة نجاح المهام التي أوكلها إليك، فستخلفه في منصبه، وهكذا أصبحت أول رئيس سعودي لشركة أرامكو عام 1984، ثم أول رئيس تنفيذي بعد تغيير اسم الشركة إلى أرامكو السعودية عام 1988. لم يكن تسنم مناصب كتلك مألوفاً لأبناء البادية، وما كدت أحتفل بهذا النجاح حتى كدر صفوه نشوب حرب الخليج سنة 1990 التي شكلت تهديداً مباشراً للمملكة ولاحتياطيّها الهائل من النفط. وانتهت الحرب وقد كتب الله لنا النصر بفضله، ثم بحكمة قادة المملكة وبسالة جنودها وشعبها، ودعم أشقائها وحلفائها. ولقد سطَّر موظفو أرامكو السعودية في تلك المرحلة، ملحمة من العمل الشاق والجهد المتواصل لضمان سلامة النفط واستمرار تدفقه رغم حلكة الظروف. وفي هذا السياق، يتابع المؤلف في كتابه الحديث عن التغيرات التي طرأت على صناعة النفط من خلال سيرته المهنية والمهام التي أوكلت إليه خلال عشرين عاماً للفترة (1995-2016)، كان فيها صانع قرار على صعيد النفط العالمي وشخصية مهمة في أوبك. حتى أنّه كان قادراً على تحريك الأسواق بأقل تصريح يصدر عنه. وعند بلوغه سن التقاعد، يذكر المؤلف: "وإذ بي أتشرف بتلقي اتصال من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله، يكلفني به تولي وزارة البترول والثروة المعدنية، فنهضتُ بما كُلفته. وهكذا ابتدأ في عام 1995 فصل جديد في حياتي امتد أكثر من عقدين، التقيتُ بقادة الدول، وشاركتُ في رسم السياسة النفطية في المملكة والعالم، وتجاوزتُ تحديات محلية ودولية كثيرة، فقد انهار سعر برميل النفط سنة 1997/1998 إلى ما دون 10 دولارات، مما جعلنا ننهمك في مفاوضات دبلوماسية شديدة، ثم قفز سعر البرميل عام 2008 إلى 147 دولاراً، وقد جعل ذلك المفاوضات أشد، والقرارات أصعب. وعلى الرغم من رحلة الحياة الشاقة، لم ألتفت يوماً إلى الوراء، ولو عاد بي الزمن لأعدت الكَرَّة بلا تردد. وها أنذا أكتب سيرتي غير طامع بمجد ولا ساع إلى شهرة، ولَكَم طُلبَ مني ذلك مراراً، غير أني لم أجد الرغبة فيه، ولا الوقت له. وما زلتُ أحسبني لا أحفل بتدوين تجربتي إلا أن تقع في أيدي شباب المملكة والوطن العربي، فقد يجدون بين طيّاتها نموذجاً يُحتذى، وتجربة يوقف عليها. وما أنا إلا واحد من نماذج مشرّفة كثيرة يزخر بها عالمنا العربي الذي كثيراً ما يُساء فهمه مع الأسف، فأصبح زاداً تلوكه وسائل الإعلام العالمية، وبؤرة تنقضُّ عليها كاميراتها لتجسد الخلافات والصراعات ليس إلا. لكن هذا، وإن كان واقعا، لا يعبر عن حقيقتنا نحن العرب، فنحن بشر كغيرنا، لنا أُسرٌ نرعاها، وأطفال نعيلهم ونهتم بصحتهم وتعليمهم، كما أننا شعب مرحٌ، مليء بالطيبة والعطف، يفيض حباً وإخلاصاً. لذا آمل أن يساهم هذا الكتاب في إيضاح وجهنا المشرق".
We have 5 in stock