المتوسط
لا تقولي أنك خائفة
لا تقولي أنك خائفة
البحر أمامي، أخيراً، وبإمكاني الولوج فيه، دون أن يزجرني أحدٌ. للمرّة الأولى في حياتي، سأشعر بأنني محاطةٌ بكلّ تلك المياه، بإمكاني السباحة فيها، كما وددتُ أن أفعل دوماً.
الآن أجلس فوق أحد جوانب قاربنا المتهالك والصدئ، أنظر إلى الفضاء اللانهائي، أنظر إلى البحر. أنظر إلى الحبال. أنظر إلى البحر.
أستدير.
لم أدرك شيئاً. العمّة مريم ورائي، لا تكفّ عن شدّ قميصي، وهي تبكي، أنظر إلى شَفَتَيْها، ولا أقوى على سماع صوتها.
ثمّ يقع الأمر. من جديد، يقع الأمر.
إنّها تلك القوّة التي تحملني، تُمسك بي بقوّةٍ، عازمةً على الاعتناء بي.
القفزة مرتفعة، كما هو الحال في أيّ قفزة نحو الحُرّيّة.
المياه متجمّدة، وهائجة، بدرجة أكبر ممّا كانت تبدو عليها من الأعلى.
أثقب سطح الماء، وأصل إلى أدنى نقطة قبل الصعود مرّة أخرى. أفتح عينَيَّ. أرى عالماً من الفقاعات الصغيرة فوقي. تلك الفقاعات الأكبر حجماً، قرب رأسي، بطيئة، وتلك الفقاعات الصغيرة والمتناهية الصِّغَر تعدو سريعاً نحو الضوء، نحو السطح. تررر تررر تررر ترررر تررررر. يميناً ويساراً، هيكل القارب وهيكل السفينة.
أُضرب بقَدَمَيَّ، فأصعد إلى السطح مجدّداً. أخرج إلى الهواء باحثةً بعينَيَّ عن الحبال.
لا أدري أيّ المركَبَيْن قاربنا، وأيّهما سفينة الإيطاليّيْن.
عزيزي القارئ المتعطش للإلهام، لا تقولي إنك خائفة هي رواية عن الشجاعة، الأمل، وقوة الإرادة. من خلال قصة مؤثرة وحقيقية، تروي هذه الرواية رحلة استثنائية لشخصية تواجه الصعاب بشجاعة لا توصف. ستعيش مع الشخصيات تجاربهم، تشاركهم لحظات الخوف والشجاعة، وتستمد منهم القوة لمواجهة تحدياتك الخاصة. "لا تقولي إنك خائفة" هو دعوة لك لرفض الخوف واحتضان الحياة بكل ما فيها من تحديات وجمال.
عدد الصفحات |
عام النشر |
اسم دار النشر |
اسم الكاتب |
271 |
2016 |
المتوسط |
جوزبه كاتسوتسيلا |