تخطي إلى معلومات المنتج
1 of 1

بيت الكتب للتجارة

أن في المرتفعات الخضراء

أن في المرتفعات الخضراء

Regular price Dhs. 55.00 AED
Regular price Sale price Dhs. 55.00 AED
Sale Sold out
Tax included. Shipping calculated at checkout.

بقلم لوسي مود مونتغمري

سنة النشر2022

 عدد الصفحات395

كانت السيدة ريتشيل ليند تسكن حيث ينحدر طريق قرية أفونليا الرئيس نحو الغور الصغير، الذي تحفه الأعشاب الحرجية والعرائش،  ويقطعه جدول ينبع من الغابة التي يقع فيها منزل آل كثبيرت القديم. جدول اشتهر أنه كان في باكورة جريانه جدولا غنيا متدفقا في تلك الغابات التي تحتفظ بأسرار المستنقعات والشلالات. لكنه مع الوقت الذي وصل فيه إلى غور ليند تحول إلى غدير صغير ساكن ومطواع. إذ حتى الجدول لا يستطيع المرور من أمام بيت السيدة ريتشيل ليند دون أن يأخذ لياقته واحتشامه بعين الاعتبار. ولعله ساعة جريانه هناك شعر بأن السيدة ريتشيل كانت تداوم على الجلوس قرب نافذتها مسلطة عينا حادة على كل ما يمر أمامها، بدءا من الجداول والأطفال إلى ما يتجاوزهم، وأنها عند ملاحظتها حدثا غريبا أو شيئا في غير موضعه فلن تعرف طعما للراحة إلا بعد أن تتحزى أسباب ومسببات ما يجري. 

لاشك أن هناك وفرة من الناس في أفونليا وخارجها، ممن يستطيعون عن طريق إهمالهم لشؤونهم الخاصة، مراقبة شؤون جيرانهم عن كثب. لكن السيدة ريتشيل ليند كانت واحدة من تلك المخلوقات القديرة التي تستطيع تدبر شؤونها الخاصة وشؤون بقية القوم في وقت واحد. كانت ربة منزل ماهرة، قادرة على إنجاز عملها دائما، وعلى إنجازه بإتقان. وكانت تشرف على حلقة الخياطة، كما كانت تعتبر الدعامة الأقوى لجمعية خيرية، ومع ذلك، كثيرا ما وجدت السيدة ريتشيل متسعا من الوقت لتجلس لساعات أمام نافذة مطبخها تحيك أغطية اللحف القطنية؛ التي حاكت منها ستة عشر غطاء، كما كانت ربات بيوت أفونليا تردد بأصوات يشوبها الهلع، بينما تسلط في نفس الوقت عينا ثاقبة على الطريق الرئيسي الذي يشق الغور صعودا نحو الهضبة الحمراء بعد الغور. 

وبما أن أفونليا كانت تقع في شبه جزيرة صغيرة مثلثة تشرف على خليج سانت لورانس ويحيط الماء جانبين من جوانيها، فإنه كان لزاما على أي شخص يغادرها أو يقدم إليها أن يسلك طريق تلك الهضبة، متبوعا بعيني السيدة ريتشيل الناقدتين اللتين لا تغفلان شاردة. 

جلست السيدة ريتشيل في عصريوم من أوائل أيام شهر حزيران أمام نافذتها، وقد انسابت أشعة الشمس عبر النافذة دافئة وساطعة،  وتألق بستان الغور الذي يشرف عليه المنزل محتفلا بعرس براعمه ذات البياض المورد، والتي همهمت فوقها أفواج من النحل. في تلك الأثناء، كان توماس ليند؛ الرجل المتواضع الذي يدعوه أهالي أفونليا زوج ريتشيل ليند، يبذر بذور موسم اللفت الأخير في حقل التلة خلف البيدر، وكان من المفترض أن يكون ماثيو كثبيرت أيضا يبذر بذوره في حقل الجدول الأحمر الكبير، بعيدا إلى الأعلى عند المرتفعات الخضراء. 

We have 10 in stock
View full details