المؤسسة العربية للدراسات والنشر
تجليات سجين الوباء
تجليات سجين الوباء
بقلم ابراهيم الكوني
سنة النشر 2022
عدد الصفحات 464
قيمة أي إبداع إنما تسكن الموقف من الميثولوجيا. تسكن تحديداً المكان الذي ينتمي إلى طينة الإبداع. وهو ما يعني أن قيمة المكان إنما تسكن ميثولوجيا المكان. لأن هذه الميثولوجيا هي التي تبدع هوية المكان، هوية هذا المكان، لتمييزه عن أي مكان، فهي وحدها المفوضة بتلفيـق واقع المكان، الذي لن يكون في النتيجة سوى ذخيرة المكان، ثروة المكان، التي ستسوق كحجة تصنع مجد المكان. ولكن هل تكتفي الميثولوجيا باعتناق دور الناطق بلسان المكان كمكان؟ الواقع أننا لا نستطيع أن نعترف للميثولوجيـا بهـذا الـشرف مـا لم تتفـوق عـلى نفسها، وتنتحـل صلاحيات الناطـق الرسمي باسم روح المكان، وليس باسم المكان، كمجـرد مـكان. فهذه الكاهنة التي ترطن بلسان الشعر، وتعتنق دين الفلسفة، وتحترف تلاوة صلواتها في محراء معبود هو الوجود، تتباهى بماهية ترجمان الزمن الضائع، مستعيرة سلطة ذاكرة: ذاكرة الواقع المنسي.